“لا أعرفُ اسمَكِ
> سمني ما شئتَ
- لستِ غزالةً
> كلا. ولا فرساً
- ولستِ حمامة المنفى
> ولا حُوريّةً
- من أنتِ؟ ما اسمكِ؟
> سَمِّني، لأكونَ ما سَمِّيتْنَي
- لا أستطيع، لأنّني ريحٌ
وأنتِ غريبةٌ مثلي، وللأسماء أرضٌ ما
> إذنْ، أَنا «لا أحَدْ»
> لا أعرف اُسمكَ، ما اُسمُكَ؟
- اُختاري من الأسماء أَقْرَبَها
إلى النسيان. سَمِّيني أكُنْ في
أهل هذا الليل ما سَمَّيْتني!
> لا استطيع لأنني امرأةٌ مسافرةٌ
على ريح. وأنت مسافر مثلي،
وللأسماء عائلة وبيت واضح
- فإذن، أنا «لا شيءَ»...
قالت «لا أحد»:
سأعبئ اسمك شَهْوَةً. جَسَدي
يلمُّك من جهاتكَ كُلِّها. جَسَدي
يضُمُّك من جهاتي كُلِّها، لتكون شيئاً ما
ونمضي باحِثيْنِ عن الحياة...
فقال «لا شيء»: الحياةُ جميلةٌ
مَعَكِ... اُلحي”
محمود درويش